لغز جاك السفاح: القاتل الذي أرعب لندن

جاك السفاح: ظل الرعب الذي خيم على لندن

في شوارع لندن القديمة، حيث كان الضباب الكثيف يغلف الأحياء الفقيرة، كان الرعب يسري في عروق سكان منطقة إيست إند. هناك، في تلك الأزقة المظلمة، ظهر وحش بشري لم يكن أحد يعرف عنه شيئًا سوى اسمه المخيف: جاك السفاح. هذا القاتل المتسلسل أصبح رمزًا للرعب والفزع في لندن خلال أواخر القرن التاسع عشر.

جاك السفاح: ظل الرعب الذي خيم على لندن

القاتل المتسلسل الذي أرعب إيست إند في القرن التاسع عشر

بدأت سلسلة الجرائم المروعة في عام 1888، في وقت كانت فيه لندن تعاني من تناقضات اجتماعية كبيرة، حيث تواجد الفقر المدقع بجانب مظاهر البذخ. في منطقة إيست إند، كانت العاهرات يبحثن عن سبل للعيش وسط البؤس، ولكن جاك السفاح اختارهن ليكونوا ضحاياه، مستهدفًا إياهن في سلسلة من الجرائم الوحشية التي أرعبت الجميع.

في غضون ثلاثة أشهر فقط، كانت جثث النساء تتراكم في شوارع إيست إند. كانت ماري آن نيكولز هي الضحية الأولى، وجدت مقتولة ومشوهة بطريقة بشعة. ثم تبعتها آني تشابمان، إليزابيث سترايد، كاثرين إدوز، وأخيرًا ماري جين كيلي. كل واحدة منهن قتلت بوحشية، حيث قطعت حناجرهن وشُقَّت بطونهن، وتم تشويه جثثهن بطرق مروعة.

كيف أصبحت جرائم جاك السفاح لغزًا أبديًا في شوارع لندن

على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الشرطة في تعقب القاتل، إلا أن وسائل التحقيق المتاحة في ذلك الوقت كانت بدائية مقارنة بما هو متاح اليوم. لم تكن هناك تقنيات للطب الشرعي، وكان التحقيق يعتمد بشكل كبير على الشهادات المتفرقة والتخمينات. ومع تصاعد الضغط الجماهيري والذعر المتزايد، كانت الشرطة تغرق في اقتراحات وأسماء المشتبه بهم، دون أن تتمكن من الوصول إلى الجاني الحقيقي.

اللغز المحيط بهوية جاك السفاح أصبح موضوعًا لعدد لا يحصى من الكتب والمقالات والتكهنات. ورغم مرور أكثر من قرن على تلك الجرائم، إلا أن اسمه لا يزال يثير الفضول والخوف. جاك السفاح لم يكن مجرد قاتل متسلسل؛ لقد كان تجسيدًا لرعب مدينة بأكملها، مدينة لم تستطع أبداً فك شيفرة جرائمه أو الإمساك بظله الغامض.

إلى اليوم، تبقى قصة جاك السفاح واحدة من أكثر الألغاز إثارة في تاريخ الجريمة، حيث يظل لغزه بلا حل، ويستمر في إثارة خيال المؤرخين وعلماء الجريمة على حد سواء.