"قبيلة كورواي: حياة بين الأشجار وأسرار العصر الحجري في غابات بابوا"

قبيلة كورواي: حياة بدائية في عمق غابات بابوا الاستوائية 

في أعماق غابات بابوا الاستوائية، غرب بابوا غينيا، تعيش قبيلة كورواي، واحدة من آخر المجتمعات التي ظلت منعزلة عن العالم الحديث. تم اكتشاف هذه القبيلة الغامضة لأول مرة في عام 1974، ورغم تقدم العالم من حولهم، إلا أن أفراد كورواي ظلوا متمسكين بتقاليدهم القديمة التي تعود إلى العصر الحجري.

"قبيلة كورواي: حياة بين الأشجار وأسرار العصر الحجري في غابات بابوا"

منازل فوق الأشجار لحماية من المخاطر

تعيش قبيلة كورواي في منازل شيدت فوق الأشجار، بارتفاع يصل إلى 45 مترًا من قاع الغابة. هذا الارتفاع الشاهق لم يكن فقط لحمايتهم من الحيوانات المفترسة، بل كان وسيلة للدفاع عن أنفسهم من القبائل المنافسة التي كانت تخطف النساء والأطفال للاستعباد. في كل مستوطنة صغيرة، تتجمع بيوت الأشجار في مجموعات لا تزيد عن خمس بيوت، وكل مجموعة تضم ما بين 10 إلى 20 فردًا. إذا بدأت الموارد المحيطة بالنضوب، ينتقلون إلى موقع جديد داخل أراضيهم الواسعة، ويبنون أكواخهم من جديد.

العزلة المستمرة والتقاليد الراسخة

تعتبر قبيلة كورواي من آخر مجتمعات العصر الحجري في العالم، حيث لم تتجاوز أعدادهم 3000 نسمة. عاش هؤلاء الناس في عزلة تامة عن العالم الخارجي، ولم تكن قريتهم معروفة للعالم حتى أواخر السبعينيات. وفي عام 1978، وصل المبشرون الهولنديون إلى أراضي كورواي وبنوا لهم بيوتًا على طول الساحل الترابي. ورغم قبول بعض الأسر الكورواية لهذه البيوت، إلا أن الأغلبية رفضت، متمسكة بمعتقداتها الراسخة. كان أفراد القبيلة يخشون أن يؤدي الانفتاح على الغرباء إلى زلزال مميت يدمر أراضيهم.

شعائر مقدسة وممارسات غريبة

من أغرب عادات قبيلة كورواي هو أكل لحوم البشر، حيث يعتبرون هذه الممارسة شعيرة مقدسة. يؤمنون بأن أكل السحرة الذكور، الذين يطلقون عليهم اسم "خاخوا"، يساعدهم على طرد الأرواح الشريرة. هذه العادة، التي كانت معروفة في فترات ما قبل التاريخ، استمرت حتى القرن التاسع عشر في بعض المناطق المعزولة.

حياة بدائية في ظل الطبيعة القاسية

أفراد قبيلة كورواي لا يرتدون الملابس أثناء وجودهم في الغابات، لكنهم يرتدونها عندما يعودون إلى القرية. يعتمدون في غذائهم على الحشرات والنباتات، حيث تعتبر "الساجو"، المصنوعة من لبابة جذوع النخل، من أكلاتهم المفضلة. في عمق غابات كورواي المطيرة، يعيش أكلة لحوم البشر في سرية تامة، بعيدًا عن الأنظار، في أماكن تكتنفها الرطوبة القاتلة، والثعابين، والعناكب العملاقة.

علاج بالأعشاب ونظام غذائي نباتي

تعتمد القبيلة على الوصفات العشبية لعلاج الأمراض، ويأكلون الحشرات كجزء من نظامهم الغذائي اليومي. ورغم انتشار شائعات حول قيامهم بالتهام أجساد الأموات للانتقام من الأرواح الشريرة، إلا أن هذا الزعم لم يتم التأكد منه.

هكذا تستمر حياة قبيلة كورواي في عزلة، حيث يعيشون في وئام مع الطبيعة، بعيدًا عن ضجيج العالم الحديث، متمسكين بتقاليدهم التي تعود لآلاف السنين.

الكلمات الدالة : السحر أكل لحوم البشر السحر والشعوذة غرائب قبيلة كورواي قبيلة كورواي