فاكرين  حكاية "دكتورة منار" طبيبة حي السيدة؟

 حي السيدة زينب بالقاهرة، عام 1980، كانت قصة الطبيبة "منار" حديث الجميع، قصة مليئة بالغموض والصدمة. منار كانت طبيبة صيدلانية، معروفة باللطف والرقي. ولكن خلف هذا الوجه الهادئ، كانت تخفي أسرارًا مرعبة.



البداية كانت عندما جاءت سيدة أربعينية تُدعى "رحمة" إلى قسم الشرطة في حالة انهيار. صرخت: "ابني! ابني! ألحقوه بسرعة!". عندما اقترب منها أحد الضباط ليفهم منها ما حدث، قالت: "ابني إسلام، سبع سنوات، كان عنده برد، ورحت للدكتورة منار علشان تكشف عليه. طلبت مني أروح أجيب الأدوية من تحت. رجعت، ملقتش ابني، ولما سألتها، قالت: نزل وراكي."

لم تقتنع رحمة بهذا التفسير. أكملت وهي تبكي: "سمعت صوت ابني من الخزانة بيقول: يا ماما، لكنه كان متخدر. حاولت أفتح الخزانة، لكن الدكتورة رمتني بره." الضابط شعر بالقلق بعد حديثها، وقرر الذهاب معها للتحقق من الأمر.

عندما وصل الضابط ومعه فريق من الشرطة إلى العيادة، وجدوا الطفل "إسلام" في حالة مأساوية. كان جالسًا على كرسي خشبي، ويداه مكبلتان، وجسده مليء بالإبر التي تتساقط منها الدماء. الأم لم تتحمل المشهد وأُغشي عليها، بينما قام الضباط بنقل الطفل إلى المستشفى لإنقاذه.

عادت الشرطة إلى العيادة مرة أخرى، وهذه المرة بفرقة تفتيش كبيرة. أثناء البحث، اكتشفوا أشياء صادمة؛ أعضاء بشرية محفوظة في ثلاجة العيادة، وكلها تعود لأطفال ذكور. بعد التحقيق، تبين أن الطبيبة كانت تستهدف الأطفال الذكور فقط. السؤال كان: لماذا؟

تحريات الشرطة قادتهم إلى منزل والدة "منار" في منطقة الدوادية. كانت السيدة تعيش في بيت قديم ومهجور تقريبًا، وكانت تبدو كفيفة وعاجزة. عندما دخل الضابط "فاضل"، سألها عن ابنتها. ردت السيدة قائلة: "منار بنتي الوحيدة. أبوها مات وهي صغيرة. ربيتها لوحدي، لكن الدنيا كانت قاسية عليها."

بدأت السيدة تسرد حكاية منار: "أبوها كان مدمن وحرامي، وسمعته السيئة طاردتنا طول عمرنا. لما كبرت منار، ودخلت الجامعة، حبها زميل ليها. لكن لما عرفوا حكاية أبوها، حياتها بقت جحيم. رغم كده، الشاب وقف جنبها، واتجوزها بعد صراع طويل مع أهله."

أضافت: "بعد الجواز، حملت منار في ولد. فرحت جدًا. لكن الفرحة مكنتش كاملة. أهل جوزها ضربوها وهي حامل، لدرجة إن الطفل مات في بطنها، وخرج من رحمها جثة مشوهة. بعدها، فقدت منار القدرة على الإنجاب."

كان واضحًا أن هذه التجربة دمرت منار نفسيًا. استمرت الأم: "بنتي قررت تنتقم. شايفة إن الأطفال الذكور هما السبب في حرمانها من ابنها. فتحت العيادة وبقت تستدرج الأطفال."

رغم تعاطف الضابط مع معاناة منار، كان عليه تطبيق القانون. لكنه فوجئ أثناء مغادرته بأن السيدة تحاول قتله بخنقه بسلك. اكتشف أن الأم لم تكن كفيفة أو عاجزة، بل كانت شريكة في الجرائم. تمكنت الشرطة من القبض عليها، لكن منار نفسها اختفت.

انتشرت شائعات كثيرة عن مصير منار؛ البعض قال إنها انتحرت، والبعض الآخر أكد أنها ما زالت حية وتتنقل بين المحافظات، تفتح عيادات جديدة وتواصل جرائمها. ما هو مؤكد أن هذه القصة كانت واحدة من أكثر الجرائم بشاعة وغموضًا في تاريخ حي السيدة زينب.

الحكاية تسلط الضوء على كيف يمكن للمعاناة النفسية أن تحول إنسانًا عاديًا إلى مجرم، وكيف يمكن للوجوه البريئة أن تخفي خلفها أسرارًا مظلمة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دهان البطن: كيف تتخلص من الدهون المتراكمة في منطقة البطن؟

وصفات أقنعة الشوفان للبشرة

هل تؤثر تناول الفواكه ليلاً على زيادة الوزن؟