#قصة زواج على الورق: بين الخيانة والصبر #قصص #حكايات #storytime
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أنا متزوِّجة منذ عشرةِ شهورٍ وما زلتُ عذراء، وطلبتُ الطلاق. قبل أن أحكيَ قصتي، أودُّ أن أوجِّه رسالةً للشباب: بالله عليكم، إذا كنتم تحبون شخصًا وانفصلتم عنه لأيِّ سببٍ، فلا تتزوَّجوا وقلوبُكم ما زالت متعلِّقةً به؛ لأنكم بذلك ستظلمون شخصًا آخرَ لا ذنبَ له في شيء.
وهذا ما حدثَ معي.
تزوَّجتُ من صديقِ زوجِ أختي المقرَّب، حيث كانا زملاءَ في كليةِ الصيدلة. عندما تقدَّم لي فرحتْ عائلتي كلُّها به، وكنتُ أعتقد أنَّ الأمرَ انتهى، رغم علمي بأنه كان يحبُّ زميلةً له، وقد تقدَّم لخطبتها، لكن والدَها رفضَه لأنه ملازمٌ في الجيش، وحالتُهم الماديَّةُ متوسِّطةٌ، بينما عائلتُها ميسورةُ الحال. تزوَّجتْ تلك الفتاةُ من ضابطٍ في الجيش، ثم سافر هو للعملِ بالإمارات والسعوديَّة، ورزقه اللهُ من حيث لا يحتسب.
عندما سألتُ أختي عن الموضوع، طمأنتني وقالت إنها قصةٌ قديمة، وإنه نسيها. ولأني كنتُ معجبةً به منذ أيامٍ كنتُ أراه عند أختي، وافقتُ على الزواجِ منه، وكنتُ سعيدةً به. خطبْنا وبقينا على تواصُلٍ عبر الإنترنت، حيث أخبرني بحبِّه وسعادتِه معي. ظللنا مخطوبين سنةً، وأرسل توكيلًا لوالده لكتابةِ العقد؛ لأن إجازتَه كانت قصيرةً. فاقترحت العائلةُ أن أحتفلَ بالحناء وأسافرَ له، وهذا ما حدث بالفعل.
لكن قبل سفري بأسبوعٍ، تلك الفتاةُ التي أحبَّها طُلِّقت، وعادت للتواصُلِ معه. عندما وصلنا إلى شقتنا، بدلًا من أن يستقبلني كزوجةٍ، اعترف لي بكل شيءٍ. صُدمتُ ولم أستطعْ التحدُّث أو الردَّ. وعندما استعدتُ هدوئي، سألته: لماذا تزوَّجتني إذا كنتَ ما زلتَ تحبُّها؟ فأجابني أنَّ كلَّ شيءٍ حدث بسرعةٍ.
تذكَّرتُ حينها ديونَ عائلتي الكبيرة التي تكلَّفت تجهيزاتي، وغضبتُ وصرختُ في وجهه. فكَّرتُ فيما سيحدث لأهلي، وخفتُ من كلامِ الناس في بلدتِنا الصغيرة لو تطلَّقتُ بعد أسبوعٍ. طلبتُ منه أن نصبرَ بضعةَ شهورٍ حتى يهدأَ الناس. وبدأتُ في البحث عن عملٍ، ولأني على كفالةِ زوجي، وجدتُ عملًا بسرعةٍ براتبٍ جيد.
تواصلتُ مع أختي، وطلبتُ منها إبقاءَ جهازي في الكراتين، وأخبرتُ أهلي أني سأعملُ ولن أعودَ لمصر حاليًا حتى أسدِّد ديونَهم. منذ ذلك الوقت، أصبحنا نعيشُ وكأن كلَّ واحدٍ منَّا في عالمه: أنا في الغرفةِ، وهو ينامُ في الصالة. وكم كنتُ أتألَّم عندما أسمعُه يتحدَّث معها على الهاتفِ بصوتٍ منخفضٍ كي لا أسمع، لكني كنتُ أسمع.
في أحد الأيام، تغيَّر وقتُ دوامي. عدتُ مبكرًا إلى المنزل، وعندما عاد لم يكن يعلم بوجودي. سمعته يتشاجر معها بصوتٍ عالٍ، ومن الحديث فهمتُ أنها تطلب منه أن يجدَ لي سكنًا آخر خشيةَ أن يضعفَ أمامي ويعودَ لي. لكنها كانت تضغط عليه ليطلِّقني. رفض طلبها تلك المرة، لكنها ربما ستتمكَّن من إقناعه لاحقًا.
علمتُ أنها كانت تضغط عليه ليطلِّقني كي يوافقَ والدُها على زواجهما. فكَّرتُ بأنه قد يغدرُ بي في أيِّ وقتٍ قبل أن أسدِّد ديونَ أهلي. لذا، أخبرتُ مديرةَ عملي عن مشكلتي، فنصحتني بنقل كفالتي على الشركة حتى أضمنَ البقاءَ في العمل إذا تطلَّقت.
طلبتُ منه الطلاقَ أخيرًا، وقلتُ له إنه لا فائدةَ من استمرارنا معًا. لكن اللهَ أنصفني في النهاية، فقد كلَّمها حينها ليخبرها أني طلبتُ الطلاق. فأخبرته أن طليقَها يريد العودةَ إليها، وأنَّ والدَها وافق على ذلك. رغم محاولاتهم لإقناع والدِها بالرفض، إلا أنها في النهاية استمعت لرغبةِ والدِها وعادت لطليقِها.
كان مكتئبًا لمدةِ شهرٍ كاملٍ، وتركته حتى هدأ. بعدها فتحتُ معه موضوعَ الطلاقِ مجددًا، لكنه رفض واعتذر لي وطلبَ المسامحة. اضطررتُ للتحدُّث مع أختي وزوجها، وأخبرتهما بكل شيء. زوجُ أختي وبَّخه على خيانتِه للأمانةِ التي وضعناها فيه.
نزل إلى مصر واعتذر لأهلي، واعتذرتْ العائلةُ له.
أرجوكم، احكموا بالحق، ولا تقولوا لي سامحيه. أريد حلًا يجعلُه يطلِّقني دون مشاكلَ أو محاكم.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق