عطر الحب أم عطر الخيانة في حياة الأزواج؟#قصه
أوصلته بنفسي إليها...
كانت حياتي مع زوجي عاديّةً وتقليديّةً كأيِّ زوجين في منتصف الطريق.
تقريبًا نسينا الحبَّ والكلامَ الشاعريَّ والفسحَ والخروجاتِ بعد إنجابِ ابننا الثاني.
أصبحت الحياةُ الزوجيّة بيننا علاقةَ أبٍ وأمٍّ فقط، لا علاقةَ زوجٍ وزوجة.
وكان كلُّ يومٍ نبتعدُ فيه أكثرَ فأكثر.
كنتُ أعلم أنَّ هذا يُسمَّى الصمتَ في الزواج والمشاعر، ولكني لم أكن أعرفُ ما هو السبب.
ربما بسببِ مشاغلِ الحياة، أو لأنني أصبحتُ مديرةً، وهو أيضًا أصبح من رجالِ الأعمالِ الذين يُشارُ إليهم بالبنان.
لا أعلم لماذا.
كنتُ أُلاحظُ على زوجي تلك التغيّراتِ التي تطرأُ على الرجلِ عندما يبدأُ في الخيانةِ الزوجية.
فجميعُهم تقريبًا يفعلونَ نفسَ الأشياء.
كان يأتي إليَّ بالهدايا دون مناسبة، وهذا بسببِ الشعورِ بالذنبِ لأنَّه يخونني.
وأيضًا رائحةُ العطورِ التي كانت تختلطُ بملابسه عندما يعودُ كلَّ مساء.
وكنتُ أعرفُ أنه كان يغيِّرُ النساءَ كلَّ فترةٍ من هذه الروائحِ المتغيّرة.
حتى إنَّ معظمَ هذه السيداتِ ذوقُهنَّ متدنٍّ للغاية، فاختيارُ الروائحِ العطرية يوضحُ شخصيةَ الإنسان.
هكذا تعلمتُ من تجربتي مع غرامياتِ زوجي المتكرّرة.
كلُّ واحدةٍ كانت ذاتَ رائحةٍ مميّزة في كل مرةٍ يعودُ من عندها.
وكان دائمًا يعودُ منهكًا للغاية.
لم أكن أُشعرهُ بأيِّ شيءٍ، ولكن كنتُ أحاولُ أن أحافظَ على بيتي.
وفي يومٍ طلبَ مني زوجي أن أوصلهُ إلى المطارِ لأنَّه مسافرٌ إلى عملٍ مهم.
قلتُ له: "وكم المدةُ التي ستقضيها هناك؟"
قال لي: "تقريبًا شهر."
قلتُ في نفسي: "إذًا أخيرًا اختار واحدةً منهنَّ ليقضي معها شهرَ العسل."
وكانت حجتُه لهذه السفريةِ أنَّه سيختارُ الماكيناتِ الجديدةَ للمصنع.
آه... الماكيناتُ الجديدة أم "المكنة" الجديدة؟ لا يهمُّ بالنسبةِ إليَّ، فليفعلْ ما يشاء.
لقد "بعته" منذ مدة، والمهمُّ الاستقرارُ مع الأولادِ والأسرةِ السعيدةِ ظاهريًا أمامَ الناس.
هذا كان تفكيري.
قبَّلني وقال لي: "سأتصلُ بكِ عندما أصلُ بإذن الله."
قلتُ له: "وهل ستكون بمفردك؟"
قال بكلِّ ثقةٍ: "بالطبع نعم. سأختارُ الماكيناتِ، وأجرّبها، وأُوقّع العقود، وأعودُ في أقرب وقت."
لا يزال يرسمُ نفسَ الكلامِ ونفسَ الأكاذيب، ولكن على مَنْ؟
فأنا أعرفُه عندما يكذب...
طوالَ الشهرِ كان يتصلُ مرةً أو مرتين في اليومِ ويتحدثُ معي.
الإحساسُ بتأنيبِ الضميرِ يقتله... أعرفُ هذه السقطات.
وعاد بعد انتهاءِ الشهر، بل أقلَّ من الشهر، وأحضر لي هدايا فاخرةً من هناك.
ولكن لم يُحضِرْ معه أيَّ عطورٍ هذه المرة.
لم يُحضِرْ زجاجةَ عطرٍ من باريس كما كان يفعلُ دائمًا.
وفي يومٍ لن أنساهُ أبدًا، دخل عليَّ بزجاجةِ عطرٍ قريبةٍ من نفسِ ذوقِ الروائحِ التي كان يأتي بها عندما كنتُ أشكُّ فيه.
وقال لي: "هذه هي هديّتُكِ."
قلتُ له: "ولمَ هذه الهديةُ الآن؟ ما المناسبةُ هذه المرة؟"
قال لي: "هذه هي أولُ زجاجةِ عطرٍ تخرجُ من المصنعِ الجديد الذي كنتُ أُتعاقدُ على ماكيناتِه وعلى العطورِ الأساسيةِ من باريس."
وبدأ يحكي لي أنَّه طوالَ السنةِ الفائتة كان يُجرّبُ ويشمُّ كلَّ يومٍ عطورًا مختلفة.
حتى نستطيعَ أن نصلَ إلى أفضلِ نوعيةِ عطرٍ نطرحُه في الأسواق!
قلتُ له: "هل رائحةُ العطورِ التي كنتُ أشمُّها في ملابسكَ كلَّ يومٍ كانت بسببِ هذا؟"
قال لي: "نعم! وكنتُ مستغربًا أنكِ لم تسأليني عنها.
وخصوصًا أنَّها كلها كانت روائحَ نسائيةً، وأنا أعلمُ أنَّكِ ذوّاقة، وكنتُ أنتظرُ رأيكِ، ولكنكِ لم تتحدثي معي إطلاقًا في هذا الأمر.
حتى لم تشكّي يومًا أنني على صلةٍ بنساءٍ أخريات بسببِ هذه الرائحةِ العطريةِ المتغيّرة."
قلتُ له... وأنا أريدُ أن أضربَ نفسي:
"وكيف أشكُّ فيكَ يا زوجي العزيز وأنتَ حبُّ حياتي؟!
ولا يمكنني يومًا أن أتخيلكَ مع امرأةٍ غيري!"
آاااااااخ مني ومن غبائي... آااخ...
تعليقات
إرسال تعليق