بيت القليوبية اللي مات فيه جثث كتير ماحدش يعرف عنهم حاجة!

 قصة مأساوية عن أب ضحى بكل شيء، وارتكب جرائم بشعة، في محاولة يائسة لجعل ابنه يعيش حياة طبيعية. لكن القدر كان له رأي آخر، ليتحول البيت إلى شاهد صامت على جريمة هزت قرية بأكملها.

 في عام 1998، اهتزت أرجاء قرية توخ التابعة لمحافظة القليوبية على وقع مأساة بطلها عبد الظاهر عسمت. الرجل الذي فقد ثروته الطائلة بعد أن حجز البنك على منزله الفخم، والذي كان يُعدّ جوهرة معمارية فريدة في المنطقة. سنوات من الاقتراض بضمان البيت انتهت بهزيمة مُرة، حيث لم يتمكن عبد الظاهر من الوفاء بشروط البنك لاستعادة ملكيته.

عُرض المنزل في مزاد علني، وسرعان ما توافد المستثمرون طمعًا في اقتناء هذه التحفة العقارية. وفي الثالث عشر من مارس، تجمع الجميع، مشاركين ومراقبين، ليشهدوا على بيع البيت. بدأ المزاد بسعر فلكي أصاب الحضور بالذهول، لكن الراغبين في الشراء كانوا مستعدين لمبالغ أكبر. وبينما كانت المنافسة على أشدها، ظهر عبد الظاهر فجأة، يصرخ بهستيريا ويرفض التخلي عن منزله. لم يفلح أحد في تهدئته حتى تدخل شقيقه علي، الذي اعتذر للحاضرين وأوضح أن عبد الظاهر يعاني منذ الحجز على البيت، وتمكن من اصطحابه والرحيل.

أثارت حالة عبد الظاهر شفقة الحاضرين، وتساءل الجميع عن الأسباب التي دفعت شخصًا بوضعه الاجتماعي المرموق إلى الاقتراض والعجز عن السداد. استؤنف المزاد ورسا على راضي أبو العابد، المقاول الذي كان يهدف إلى استغلال مساحة البيت الشاسعة وهدمه لبناء عمارات سكنية، ولم يعبأ بجماله المعماري. استغرب راضي كيف سمح عبد الظاهر لنفسه بالوصول إلى هذا الحال، بدلًا من بيع البيت وتحقيق ثروة تمكنه من شراء مسكن آخر.

بدأ العمال في هدم البيت، وفي نفس الوقت، لاحظ سكان القرية رجلًا يشبه عبد الظاهر، يرتدي ملابس رثة ويهذي بكلام غير مفهوم، مما أثار عطفهم. لكن هذا الرجل اختفى فجأة. وبينما كان العمال يوشكون على الانتهاء من الهدم، صرخ أحدهم مذعورًا عندما عثر على جمجمة آدمية تحت الأرض. هرع كبير العمال وأبلغ راضي، الذي طلب بدوره إبلاغ الشرطة على الفور.

وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، وأوضح العامل كيف عثر على الجمجمة أثناء الحفر. أكد راضي عدم مسؤوليته عن الأمر، مشيرًا إلى أنه مجرد مشترٍ جديد. وصل فريق من البحث الجنائي وبدأوا التنقيب، ليكتشفوا وجود ست جثث أخرى مدفونة تحت البيت، جميعها لنساء في أعمار مختلفة، بالإضافة إلى جثة رجل واحدة. الشبهات الأولى اتجهت نحو عبد الظاهر، المالك القديم الذي كان متعلقًا بالبيت بشدة.

توجهت الشرطة إلى منزل علي للقبض على شقيقه، لكن علي تفاجأ بسؤالهم عن عبد الظاهر، وأخبرهم أنه لم يره منذ اليوم الخامس بعد أن اضطر لمغادرة بيته والإقامة عنده مؤقتًا. أوضح علي أنه بحث عن أخيه في كل مكان وأبلغ الشرطة، لكن دون جدوى. وأضاف أن بعض سكان القرية ذكروا رؤية عبد الظاهر في حالة يرثى لها، لكنه لم يصدقهم.

اصطحبت الشرطة علي إلى مركز الشرطة للتحقيق معه. طلبوا منه معلومات عن مكان عبد الظاهر، المتهم بقتل سبع ضحايا ودفنهم في منزله. صُدم علي وأدرك سبب تعلق أخيه بالبيت. بدأ علي يحكي عن الماضي، قبل حوالي عشرين عامًا، عندما كان عبد الظاهر متزوجًا من وفاء. رُزقا بطفل يعاني من نقص في النمو العقلي. أصر عبد الظاهر على الاحتفاظ بابنه ورعايته، بينما كانت وفاء ترفض تقبل الأمر. حاول عبد الظاهر جاهدًا علاج ابنه، لكن وفاء كانت تنكر وجوده أمام الناس. قرر جد الطفل إبقاء الأمر سرًا داخل العائلة. وعندما كان يقام أي احتفال في البيت، كان يُخبأ الطفل في غرفة معزولة تحت المنزل.

تزوج علي وانتقل للعيش في منزل آخر. توفي والد عبد الظاهر وعلي فجأة بمرض القلب، وبعد فترة قصيرة، توفيت وفاء في حادث. تولى عبد الظاهر رعاية ابنه بمفرده، ولاحظ علي أن ابنه بدأ يكبر ويتحدث ويتصرف بشكل طبيعي ظاهريًا، لكن حديثه كان لا يزال يوحي بأنه طفل صغير.

في أحد الأيام، زار علي أخاه واكتشف أن ابنه غير موجود. أخبره عبد الظاهر أنه سافر للعلاج والدراسة، وأنه سيعود سليمًا. دعا له علي بالتوفيق. وفي كل مرة كان يزور عبد الظاهر، كان يسأله عن ابنه، وكان عبد الظاهر يؤكد أنه بخير. لكن علي تساءل كيف سافر ابنه دون أوراق رسمية. ارتبك عبد الظاهر وادعى أنه حصل على أوراق مزورة بمساعدة شخص ما.

علم علي أن أخاه باع كل ممتلكاته، وتوقع أنه ينفق المال على علاج ابنه، لكنه خشي أن يكون هناك من يستغله. نصح علي أخاه بالتأكد من الأمر، لكن عبد الظاهر غضب وطرده من المنزل. شعر علي بالذنب لقطعه علاقته بأخيه وحاول زيارته لاحقًا، لكنه لم يجده. سمع علي صوتًا داخل البيت، لكنه ظن أن أخاه لا يريد استقباله ورحل.

بعد حوالي عام، علم علي بموضوع حجز البنك على بيت أخيه، فأخذه ليعيش معه. لكن عبد الظاهر كان يتحدث بكلام غريب عن ابنه وضرورة بقائه في البيت. سأله علي عن ابنه والغرفة التي بناها له جدهما، لكن عبد الظاهر لم يفهم وهرب من المنزل دون توضيح.

أخبر علي الشرطة بكل هذه التفاصيل، معتقدًا أن عبد الظاهر ربما سافر إلى ابنه رغم ديونه. شك علي في أن عبد الظاهر ربما استدان من صديقه شفيق، لكنه كان يعلم أن أخاه لا يطلب مساعدة من أحد غيره. حتى موضوع ابنه أخفاه عن الجميع باستثناء شفيق، الطبيب وصديق العمر.

استدعت الشرطة شفيق، الذي أنكر معرفة مكان عبد الظاهر وادعى أنه مقاطع معه منذ سنتين. ذكر شفيق أنه تفاجأ بعبد الظاهر يقف أمام عيادته ويطلب المال لإنقاذ بيته، لكنه طرده. أوضح شفيق أن الخلاف بينهما كان عاديًا، لكن عندما واجهوه بموضوع ابن عبد الظاهر، قرر أن يحكي كل شيء.

بدأ شفيق قصته قائلًا إنه بعد فترة من ولادة خالد، ابن عبد الظاهر، توقع معظم الأطباء وفاته قريبًا، باستثناء شفيق. أصر عبد الظاهر على أن يتولى شفيق رعاية ابنه. كان شفيق يزور خالد بانتظام ويعلمه أشياء مختلفة ويحاول جعله يتحدث بشكل طبيعي. سارت الأمور على ما يرام حتى أخبر عبد الظاهر عليًا أن ابنه سافر. أوضح شفيق أن عبد الظاهر أراد إخفاء خالد مؤقتًا ليظهر بشكل طبيعي أمام الناس لاحقًا.

استمر شفيق في رعاية خالد، الذي بدأ يتعلم أشياء بنفسه. سأله خالد عن الزواج، فشرح له شفيق الفكرة ببساطة. لاحظ شفيق أن عبد الظاهر كان قلقًا، لكنه طلب منه الصبر. في أحد الأيام، فوجئ شفيق بخالد يتحدث عن تفاصيل الزواج، وعلم أن عبد الظاهر هو من أخبره بذلك. تشاجر شفيق مع عبد الظاهر، الذي أوضح أنه يريد لابنه أن يكون طبيعيًا تمامًا وأن يتزوج وينجب. اقتنع شفيق بكلامه وبدأ في تهيئة خالد لفكرة الزواج.

قرر عبد الظاهر تجربة الأمر، فاستأجر فتاة لتقضي ليلة مع خالد مقابل مبلغ كبير. في البداية، ترددت الفتاة، لكنها وافقت بسبب المال. لكن بعد لحظات، صرخت الفتاة وهربت، وأخبرتهم أن خالد عاملها بوحشية وكاد يقتلها. غضب شفيق وحذر عبد الظاهر، لكن عبد الظاهر أصر على تكرار الأمر. فهم شفيق أن جثث الفتيات التي عُثر عليها كانت بسبب عناد عبد الظاهر ورغبته في رؤية ابنه طبيعيًا.

لم يتمكن أحد من العثور على عبد الظاهر. ذكر بعض سكان القرية أنهم رأوه يتسول، لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه بين المتسولين. أبلغ أحد سكان القرية الشرطة أنه رأى عبد الظاهر في حالة جنونية، فأخذوه إلى مستشفى للأمراض النفسية. لكنهم علموا هناك أنه انتحر بسكين بعد يومين فقط من دخوله المستشفى. طلبوا منهم سؤال الدكتور شاهين، الطبيب المعالج.

أخبر الدكتور شاهين الشرطة أن عبد الظاهر اعترف بكل شيء قبل انتحاره بساعة واحدة. أوضح شاهين أن عبد الظاهر كان يجلب فتيات من الشارع لضمان عدم وجود من يسأل عنهن إذا حدث لهن مكروه. كان خالد يهاجم الفتيات بوحشية حتى الموت، وكان عبد الظاهر يدفن الجثث في البيت. في أحد الأيام، قتلت إحدى الفتيات خالد دفاعًا عن نفسها، فقتلها عبد الظاهر ودفنها بجانب ابنه والجثث الأخرى. كان عبد الظاهر يعيش مع الجثث في البيت بمفرده ويدفع مبالغ كبيرة للفتيات اللاتي يخرجن من عند ابنه سالمات حتى لا يفضحن سره. بعد اعتراف عبد الظاهر، صُدم شاهين، وبينما كان يستعد لإبلاغ الشرطة، انتحر عبد الظاهر. وقف الجميع في ذهول أمام قصة الرجل الذي ضحى بكل شيء ليجعل ابنه يعيش حياة طبيعية، لكن القدر والواقع كان لهما رأي آخر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

روتينك الصباحي للبشرة: 7 خطوات بسيطة للحصول على بشرة صحية

ليلى والسر المدفون: من طردوها للشارع… لصاحبة الإمبراطورية الخيرية