لغز الغرفة 1046… جريمة مليئة بالأسرار
لغز الغرفة 1046… جريمة مليئة بالأسرار، والوجوه المجهولة، والأسماء المستعارة
اليوم، نأخذكم إلى شتاء عام 1935، إلى مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري الأمريكية… حيث وقع واحد من أكثر الألغاز الغامضة في تاريخ الجرائم. لغز بدأ برجل غريب، اسم مستعار، غرفة فندق، وحادثة عنف مروّعة… وانتهى بأسئلة بلا إجابة حتى اليوم.
📅 2 يناير 1935
في ظهيرة ذلك اليوم، دخل رجل أنيق إلى فندق بريزيدنت، وسط المدينة. طلب غرفة داخلية في الطابق العاشر، وأعطى اسمه: رولاند ت. أوين، وعنوانه في لوس أنجلوس. الغريب… أنه لم يكن يحمل أي حقائب. اكتفى بإخراج مشط، وفرشاة شعر، ومعجون أسنان من جيب معطفه.لكن المظهر لم يكن عاديًا تمامًا… كانت على صدغه ندبة بارزة، وأذن مشوهة كأنها أذن ملاكم قديم. بدا هادئًا، لكنه كان يفضّل أن تبقى الغرفة مظلمة، بستائر مغلقة ومصباح خافت فقط.
الموظفة ماري سوبتيك، التي نظفت غرفته، لاحظت أنه يتحدث عن أصدقاء سيزورونه، وترك لها الباب مفتوحًا لهذا السبب. وفي إحدى المرات، رأت ورقة على الطاولة كُتب عليها: "دون: سأعود خلال خمس عشرة دقيقة. انتظر".
📅 3 يناير
الأحداث بدأت تزداد غرابة…في الصباح، وجدت ماري أوغليتري – الذي لم يكن أحد يعرف اسمه الحقيقي بعد – جالسًا في الظلام يتحدث في الهاتف قائلاً: "لا يا دون، لست جائعًا…" ثم عاد للصمت.
في المساء، عند عودة ماري بالمناشف، سمعت أصوات رجلين يتحدثان في الداخل، أحدهما بصوت عميق لم تتعرف عليه. رفضوا دخولها، رغم أن الغرفة كانت بلا مناشف.
في تلك الليلة، سُجّلت تحركات مشبوهة في الطابق العاشر… امرأة معروفة لدى موظفي الفندق بأنها "زائرة خاصة" جاءت تبحث عن الغرفة 1046، لكنها غادرت بعد أن لم تجد الشخص الذي ينتظرها، ثم عادت لاحقًا مع رجل آخر… ثم غادرت فجراً.
في مكان آخر من المدينة، في الساعة 11 مساءً، شاهد عامل يُدعى روبرت لين رجلاً يركض في الشارع مرتديًا قميصًا داخليًا وبنطالاً فقط، وذراعه تنزف. صعد معه الرجل في السيارة، وقال جملة غامضة: "غداً سأقتل شخصاً ما". لاحقًا… تعرّف لين على الجثة في المشرحة.
📅 4 يناير – صباح الجريمة
عند السابعة صباحًا، حاول موظف الفندق الاتصال بالغرفة لإيقاظ النزيل، لكن الهاتف كان معطلاً. أرسلوا عاملًا لطرق الباب… سمع صوتًا من الداخل يقول: "ادخل"، لكن الباب كان مغلقًا. بعد محاولات، دخل عامل آخر، ووجد النزيل عاريًا على السرير في الظلام، الهاتف ملقى على الأرض… أعاده مكانه وخرج.بعد ساعتين، عادوا مجددًا لأن الهاتف لا يزال معطلاً… وعند فتح الباب هذه المرة، كانت الصدمة: أوغليتري كان على ركبتيه، رأسه مغطى بالدم، والجدران ملطخة، والأثاث ملطخ بالدماء. كان مربوطًا من عنقه ومعصميه وكاحليه، ومطعونًا في صدره، وجمجمته مكسورة.
ورغم كل ذلك… كان حيًّا. عندما سأله الطبيب: "من فعل بك هذا؟" أجاب: "لا أحد… سقطت وارتطمت بالحمام". ثم دخل في غيبوبة وتوفي بعد منتصف الليل.
🔍 التحقيق
الغرفة لم يكن بها أي ملابس تخصه، لا سلاح، لا أغراض شخصية… فقط دبوس شعر، دبوس أمان، زجاجة حمض كبريتيك، وأربع بصمات صغيرة لامرأة على الهاتف.الشرطة اكتشفت أن "رولاند ت. أوين" اسم وهمي. لم يجدوا أي سجل بهذا الاسم، ولا حتى الاسم الآخر الذي استخدمه في فندق آخر: يوجين ك. سكوت.
القضية بدأت تأخذ منحنى أغرب… فبعد شهرين من الاحتفاظ بالجثة، وقبل أن يُدفن في مقبرة الفقراء، تلقّت دار الجنازة مكالمة من رجل مجهول، قال إنه سيدفع تكاليف جنازة محترمة، وأرسل المال في ظرف مغلف بورق جرائد. كما طلب إرسال 13 وردة حمراء مع بطاقة تقول: "حب للأبد – لويز".
ذلك الرجل المجهول قال جملة واحدة عن سبب القتل: "كان خائنًا، والخائنون ينالون جزاءهم".
🕵️♀️ الصدمة الكبرى
بعد عام ونصف، ظهرت الحقيقة الأولى… امرأة من ألاباما تُدعى روبي أوغليتري شاهدت صورة الجثة في جريدة، وعرفت أنه ابنها "أرتيموس أوغليتري"، الذي غادر المنزل وهو في السابعة عشرة متجهًا إلى كاليفورنيا. قالت إنها تلقت منه رسائل حتى بعد وفاته، وأحد المتصلين أخبرها أنه في القاهرة بمصر… رغم أن السجلات لم تُثبت سفره.القضية رُبطت لاحقًا بجريمة قتل أخرى في نيويورك عام 1937، لكن لم يتم توجيه أي اتهام لأحد… وبقيت الغرفة 1046، وقصة أرتيموس، لغزًا بلا حل… حتى اليوم.
🎙️ كان هذا لغز الغرفة 1046… جريمة مليئة بالأسرار، والوجوه المجهولة، والأسماء المستعارة… وربما، رسائل من وراء القبر.
تعليقات
إرسال تعليق