قضية إيرينا زاروتسكا: جريمة مروّعة تهز أمريكا | طعن على الهواء وتصوير الجريمة بالكامل!
مرحباً بكم أعزائي
اليوم أحمل لكم حكاية قد تبدو كأنها خرجت من كابوسٍ مظلم، لكنها وقعت في قلب مدينة أمريكية هادئة، وصارت حديث العالم بأسره.
إنها قضية جريمة عبثية، التقطتها كاميرات المراقبة لحظة بلحظة… جريمة لا تُصدَّق، راح ضحيتها شابة بريئة تُدعى إيرينا زاروتسكا.
دعونا نعود إلى البداية…
إيرينا، فتاة أوكرانية في الثالثة والعشرين من عمرها، وُلدت وترعرعت في مدينة كييف. مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، اضطرت للهرب مع عائلتها بحثاً عن حياة آمنة. اختاروا مدينة شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة، أملاً في بداية جديدة.
وصفها أصدقاؤها بأنها شابة مفعمة بالحياة، فنانة موهوبة، مليئة بالطموحات والأحلام.
في ثلاث سنوات فقط، اندمجت إيرينا في مجتمعها الجديد، وبنت لنفسها حياة هادئة، رغم أنها لم تتوقف يوماً عن الحنين إلى وطنها الأم.
لكن في ليلة من شهر أغسطس عام 2025، تحوّل كل شيء إلى مأساة.
كانت الساعة تقارب التاسعة مساءً حين وصلت إيرينا إلى محطة East/West Boulevard، تنتظر قطار Lynx Blue Line.
أظهرت كاميرات المراقبة أنها صعدت إلى القطار وجلست على أحد المقاعد، تتصفح هاتفها بهدوء. مجرد ليلة عادية… لكنها لم تكن تعلم أن غريباً يجلس خلفها مباشرة، وأن حياتها على وشك أن تنتهي خلال ثوانٍ.
كان ذلك الرجل يرتدي سترة حمراء بغطاء رأس، ويبدو في حالة اضطراب واضحة. جلس صامتاً، يتحدث إلى نفسه أحياناً. لم يلفت انتباه الركاب الآخرين… إلى أن أخرج سكيناً قابلة للطي.
توقف لثوانٍ قصيرة وكأنه يتردد… ثم اندفع فجأة نحو إيرينا.
بلمح البصر، غرس السكين في عنقها.
لم يكن لديها أي فرصة لتفعل شيئاً. سقطت من مقعدها والدماء تنزف، فيما واصل القاتل طعنها ثلاث مرات إضافية.
كل ذلك جرى أمام أعين الركاب وفي عدسات الكاميرات، في مشهد مروّع لا يُمحى من الذاكرة.
ثم… وكأن شيئاً لم يحدث، وقف القاتل بهدوء، وسار نحو الطرف الآخر من القطار دون أن يحاول الهرب.
عندما وصل القطار إلى المحطة التالية، خلع سترته الحمراء، وضغطها على جرح في يده أصيب به أثناء الهجوم.
هرع بعض الركاب لمساعدة إيرينا، لكن إصاباتها كانت قاتلة. أعلن المسعفون وفاتها في مكان الحادث.
أما القاتل؟
فقد كان لا يزال في المحطة. لم يحاول حتى الفرار.
أشارت شهادات الركاب نحوه، فاقتربت الشرطة وألقت القبض عليه خلال دقائق، لتجد السكين ملطخة بالدماء قريبة من موقع الجريمة.
اسمه دي كارلوس براون جونيور، عمره 34 عاماً، بلا مأوى، وله سجل إجرامي طويل يمتد لأكثر من عقد.
منذ عام 2011، تراوحت جرائمه بين السطو والسرقة والاعتداء. قضى نحو ست سنوات في السجن، لكنه خرج في 2020 ليستأنف سلسلة من المشاكل.
الأخطر من ذلك أنه كان يعاني من مرض الفصام، وشهدت عائلته مرات عديدة محاولات فاشلة للحصول على علاج له.
قبل ثمانية أشهر فقط من الجريمة، اعتُقل براون بتهمة إساءة استخدام رقم الطوارئ 911، بعد أن زعم أن مادة غامضة تسيطر على جسده.
قاضٍ أمر حينها بتقييم حالته العقلية، لكن التقييم تأخر…
وبينما كان بانتظار جلسة جديدة، تُرك حراً في الشوارع.
لم يعرف براون إيرينا، لم يتواصل معها يوماً، ولم يكن بينهما أي علاقة.
الشرطة لم تجد أي دافع واضح: لا سرقة، لا شجار، لا كلمة واحدة تبادلها معها قبل الهجوم.
هل كان هجومه بدافع مرضه العقلي؟
أم بسبب وهم داخلي؟
أم مجرد عنف بلا سبب؟
أسئلة بقيت بلا إجابة.
لكن الصدمة لم تتوقف عند الجريمة نفسها…
فبعد أيام فقط، عقد مجلس مدينة شارلوت اجتماعاً لمناقشة سلامة النقل العام.
وأثناء الجلسة، أوقف الأعضاء النقاش لتناول الكعك!
حتى أنهم نشروا صورة للكعكة على تويتر مع تعليق ساخر.
أثار ذلك موجة غضب عارمة، إذ رآه الناس دليلاً على انعدام الحساسية في مواجهة مأساة كهذه.
أما براون، فقد وُجهت إليه تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى، وهي جناية قد تصل عقوبتها إلى الإعدام في ولاية كارولاينا الشمالية.
القاضي أمر بحبسه دون كفالة، بينما يستمر الجدل حول أهليته العقلية للمحاكمة.
إذا اعتُبر غير كفؤ، قد يُنقل إلى مستشفى للأمراض النفسية حتى يُستعاد وعيه الكافي للمثول أمام المحكمة.
أصدقاء إيرينا أطلقوا حملة تبرعات على GoFundMe لتغطية تكاليف جنازتها وربما إعادة جثمانها إلى أوكرانيا.
أما الرأي العام… فالغضب فيه يكاد يفوق الوصف.
ملايين شاهدوا فيديو الجريمة الصادم، والكثيرون يطالبون بإعدام براون بلا تردد.
إيرينا، التي هربت من أهوال الحرب بحثاً عن الأمان، وجدت الموت في بلد ظنت أنه سيمنحها فرصة حياة جديدة.
قصة تُجبرنا على مواجهة أسئلة مؤلمة:
كيف يمكن لشخص ذي سجل عنيف ومرض عقلي معروف أن يظل طليقاً حتى يقتل بريئة؟
وهل تكفي القوانين الحالية لحماية المجتمع… أم أن الوقت قد حان لتغيير جذري في التعامل مع قضايا الصحة النفسية؟
كانت هذه قصة إيرينا زاروتسكا… قصة تذكّرنا بأن الخطر أحياناً لا يأتي من ساحة حرب بعيدة، بل من قلب المدينة التي نظنها آمنة.
تعليقات
إرسال تعليق