القصة الغامضة: اختفاء مارلين بيرجيرون في كندا بدون أثر!
مارلين بيرجيرون | قصة اختفاء حقيقية لم تُحل منذ 2008
قصتنا اليوم لا تبدأ بجريمة، ولا بمطاردة، ولا حتى بنداء استغاثة.
بل تبدأ بفتاة… كانت تحلم بالموسيقى، وتغنّي للحياة، ثم في لحظة… صمت كل شيء.
هذه هي حكاية مارلين بيرجيرون.
القضية التي حيّرت الشرطة، وأرهقت العائلة، وأبقت كل من سمع بها حائرًا: هل اختفت… أم اختبأت؟ وهل كانت تختبئ… من العالم؟ أم من أحدٍ يعرفها جيدًا؟وُلدت مارلين عام 1983 في شيكوتيمي، كيبيك.
طفلة حسّاسة، تميل للفن، تمضي ساعاتها مع آلة البيانو… تعزف وكأنها تترجم مشاعرها.
لم تكن فقط موهوبة، بل مرهفة. في سن المراهقة، كانت تعيش بين المقطوعات الموسيقية والبرامج الثقافية… الطفلة التي تكتب أكثر مما تتحدث.
لاحقًا، انتقلت إلى مونتريال عام 2005.
كانت تبحث عن شيء… بداية ربما. عملت في متجر موسيقى، في قنوات تلفزيونية، بل جربت عالم البنوك.
تغيّرت وظائفها كما لو كانت تهرب من مكانٍ إلى آخر… أو من إحساسٍ لا يُفارقها.
في 2008… شيء ما انكسر.
قالت لعائلتها إنها لم تعد تشعر بالأمان في مونتريال.
كلماتها كانت قليلة… لكنها كانت واضحة: "أريد العودة."
وعادت.
في 10 فبراير… دخلت البيت منهارة.
تبكي، وترفض أن تتكلم.
وحين سألتها أختها:
– هل هناك أمل؟
أجابت بصمت… وبدموع لا تتوقف.
قالت إنها ليست ضحية إدمان… ولا علاقة فاشلة… ولا دين.
وحين سألتها أمها إن كان هناك اعتداء… لم تُجِب.
فقط بَكَت.
ما الذي يمكن أن يكون مؤلمًا إلى هذا الحد… وصعبًا لدرجة أنها لا تستطيع حتى البوح به؟
في 17 فبراير… خرجت في الصباح. قالت إنها ذاهبة في نزهة.
لم تأخذ هاتفًا… ولا حقيبة. فقط بطاقة ائتمان.
بعد الحادية عشرة، حاولت سحب المال من جهاز صراف… وفشلت.
لكن الأهم… أنها كانت تنظر خلفها باستمرار.
الخوف كان واضحًا.
ثم، الرابعة مساءً… في مقهى على بُعد 20 كيلومترًا.
طلبت قهوة… وكانت متلهفة للخروج.
ثم… اختفت. للأبد.
هل كان أحد يلاحقها؟
هل كانت تحاول الهرب؟
أم أنها خططت للاختفاء؟!
الشرطة لم تكن مستعدة للتعامل مع الحالة… قالت ببساطة: "اختفاء عادي."
لكن العائلة رأت الفيديو. رأوا مارلين تنظر حولها، متوترة، قلقة.
ورأوا شيئًا لم تستطع الشرطة رؤيته: أن ابنتهم كانت تحاول النجاة… لا المغادرة.
في 2010، اتصال يغير كل شيء.
رجل من بلدة "هوكسبري" قال إنه رأى مارلين… مرارًا، ولسنة كاملة.
مع رجل غريب… تظهر ثم تختفي.
عاشت متنقّلة، خائفة، كما لو كانت لا تملك هوية.
ثم… شهادات أخرى.
في مطعم، على الطريق السريع، عند مكتب بريد.
لكن لا أثر. لا عنوان. لا بصمة.
مارلين أصبحت شبحًا حيًّا.
وفي 2017… قررت العائلة أن تكسر الصمت.
ظهر محاميهم ووزير العدل السابق في مؤتمر صحفي.
رفعوا المكافأة، وفتحوا باب الشهادات المجهولة.
وبدأت تظهر حكايات… ومفاتيح صغيرة.
أحد أصدقائها السابقين قال إنها كانت تبكي كثيرًا… وقالت له ذات مرة:
– "يا جو، لا تتخيل ما مررت به."
لكنه لم يسأل أكثر. وكانت هي مصمّمة… على حمايته من الحقيقة.
في عام 2022… شاهد جديد.
رجل سمع طرقًا على بابه في ليلة شتوية… الساعة الثانية صباحًا.
فتح الباب، فوجد فتاة تبكي، ترتجف، تطلب هاتفًا.
سمح لها بالدخول.
لكنها غادرت سريعًا… كما لو أنها خافت أن تبقى.
بعد سنوات، حين رأى صورتها في تقرير تلفزيوني… قال: "إنها هي."
لكن لم يؤكد أحد.
هل كانت فعلاً مارلين؟
وإن كانت… من كانت تهرب منه؟
ولماذا لم تتصل؟
ولماذا لم تعُد؟
قضية مارلين بيرجيرون لا تزال بلا حل.
لكنها أيضًا، ليست مجرد "قضية اختفاء".
إنها قصة فتاة أرادت أن تبوح… لكنها لم تجد من يُصغي بأمان.
هل كانت تعرف شيئًا خطيرًا؟
هل رأت ما لم يُرد أحد أن يُكشف؟
هل كانت ضحية… أم ناجية تائهة؟
مارلين… إن كنتِ في مكان ما وتسمعيننا،
فثقي أن هناك من لا يزال يبحث عنك، ليس ليُدينك، بل ليقول لك:
"أنتِ لستِ وحدك."
شكرًا لاستماعكم لحلقة اليوم من كنوز الحكايات.
لا تنسوا مشاركة القصة… فقد تكون قطرة الضوء التي تكشف لنا نهاية هذا النفق.
تعليقات
إرسال تعليق