جرائم روبرت هانسن: وحش في ثياب ملاك

 جرائم روبرت هانسن: وحش في ثياب ملاك

مرحباً بكم مستمعينا الكرام في حلقة جديدة من "كنوز الحكايات". اليوم، سنتعمق في حكاية مأساوية تكشف كيف يمكن لحدث واحد أن يفتح الباب على عالم كامل من الجرائم والوحشية. قصتنا تبدأ بفاجعة، ولكنها تنتهي بالكشف عن قاتل متسلسل كاد أن يفلت من العدالة.

بطلة حكايتنا، أو بالأحرى ضحيتها، هي ريجينا كاي، مراهقة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها. ريجينا، التي عاشت حياة مضطربة في أسرة مفككة، كانت تبحث عن بصيص من الأمل. أختها الكبرى انتحرت، وأخوها الأصغر يعاني من مشاكل مع القانون، ووالديها منفصلان. في خضم هذه الفوضى، وجدت نفسها تقع في حب شاب يكبرها بأربع سنوات، يشاركه نفس ظروفه القاسية. قررا معًا أن يتركا كل شيء وراءهما، وأن يهربا إلى المكسيك لبدء حياة جديدة.



خطة بسيطة، ولكنها لم تكن مدروسة. بلا مال، قرر الشابان أن يوقفا شاحنة على الطريق السريع لتوصلهم إلى وجهتهم. هذا القرار المتهور كان نقطة النهاية لمغامرتهما. توقفت شاحنة يقودها رجل يبدو في الظاهر عادياً، لكنه كان وحشاً مختبئاً. بمجرد أن ابتعدا عن الأنظار، انقلب السائق إلى قاتل. هاجم الشابين، وقتل الفتى، وأفقد ريجينا وعيها.

عندما أفاقت ريجينا، وجدت نفسها في مكان مرعب: اسطبل مهجور. كانت عارية، مقيدة إلى عمود خشبي، وشعر رأسها محلوق. كانت آثار التعذيب الوحشي واضحة على جسدها. صرخت ريجينا طلباً للنجاة، لكن صرخاتها لم تجد سوى رد فعل سادياً من القاتل. قام بلف سلك حول عنقها، ورفعها عالياً، لتموت خنقاً.

هنا، تتكشف هوية هذا الوحش: روبرت هانسن. عندما ننظر إلى حياته في البداية، تبدو مختلفة تماماً عن قصص القتلة المألوفة. لقد تربى في أسرة ميسورة، وكان طفلاً متفوقاً في دراسته، ومارس المصارعة، وغنى في جوقة المدرسة. لكن هذه الحياة المثالية تحولت إلى كابوس بعد عودة والده المهاجر. والده، الذي كان له سجل إجرامي في التحرش بالأطفال، اعتدى عليه جنسياً، تاركاً ندبة عميقة في نفس روبرت. هذا الاعتداء غير مسار حياته بالكامل.

أصبح روبرت أكثر قسوة وتهوراً. تم القبض عليه في جرائم سرقة وشجار، وطُرد من البحرية الأمريكية بسبب السرقة. رغم ذلك، استطاع أن يبني حياة ظاهرها طبيعي، وأصبح سائق شاحنة. تزوج من سيدة تدعى ديبرا، التي انجذبت لوسامته وظنت أنه طيار. ولكن حتى بعد الزواج، استمرت ميوله الشاذة والعنيفة في الظهور. العلاقة انتهت عندما حبسها واغتصبها بوحشية، بعد أن علم بتواصلها مع طليقها.

جثة ريجينا كاي كانت المفتاح الذي فتح صندوق باندورا. عندما ألقت الشرطة القبض على روبرت أثناء محاولته للهرب، ونشرت الصحف صورته، بدأت سلسلة من الشهادات تتوالى. سيدات عديدات تقدمن ببلاغات ضده، كلهن يروين نفس القصة: عرض عليهن توصيلة، لكنها لم تنتهِ أبداً. إحداهن نجت بعد عدة أيام من التعذيب والاغتصاب، واستطاعت أن تهرب منه. وأخرى أنقذها ضابط دورية عندما لاحظ شاحنته متوقفة بشكل مريب، ليجدها في داخلها وتتمكن من الفرار.

كل هذه الشهادات أدت إلى محاكمة روبرت هانسن في قضايا متعددة. أدرك هانسن أن مصيره هو الإعدام، فتوصل إلى اتفاق مع المدعي العام لتجنيبه العقوبة مقابل اعترافه الكامل. وبالفعل، حكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات متتالية. يقبع روبرت الآن في السجن، حيث لا يتوقع أن يرى النور مجدداً.

قصة ريجينا كاي وروبرت هانسن تذكرنا بأن الجرائم لا تحدث في فراغ، وأن العوامل النفسية والاجتماعية يمكن أن تشكل وحشاً في النهاية. كما أنها تظهر لنا أهمية عدم تجاهل أي إشارة، فغالباً ما تكون الشجاعة في الإبلاغ عن حادثة واحدة هي ما ينقذ حيوات أخرى.


إلى هنا تنتهي حلقة اليوم. إذا أعجبتكم هذه القصة الواقعية، لا تنسوا الاشتراك في قناتنا وتفعيل جرس التنبيهات ليصلكم كل جديد. كل قصة نرويها تحمل في طياتها دروساً وعبراً لا تُنسى. إلى اللقاء في الحلقة القادمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجيم الـ 7 فى7 دليلك لإنقاص الوزن

روتينك الصباحي للبشرة: 7 خطوات بسيطة للحصول على بشرة صحية