لغز قاتل زودياك
في أواخر الستينيات… كانت كاليفورنيا تعيش زمنًا مضطربًا.
الهيبّيون في الشوارع يرفعون شعارات السلام، المظاهرات ضد حرب فيتنام لا تهدأ، الموسيقى تملأ المقاهي والساحات.
لكن… وسط هذا الجو المليء بالحرية والأحلام… كان هناك شخص واحد يحوّل الحلم إلى كابوس.
رجل مجهول… قرر أن يكتب اسمه في سجل أكثر القتلة غموضًا في التاريخ:
قاتل زودياك.
🔻بحيرة هيرمان
الـ20 من ديسمبر 1968.سيارة متوقفة في مكان منعزل قرب بحيرة "هيرمان". بداخلها مراهقان، بيتسي لو جنسن، 16 عامًا، وديفيد فاراداي، 17 عامًا.
لحظات هادئة، لكنها لم تدم طويلًا.
رجل يقترب من السيارة… فجأة تُسمع طلقات نارية.
ديفيد يُقتل برصاصة في رأسه… وبيتسي تُطارد وتحاول الهرب، لكن رصاصات أخرى تخترق جسدها.
القاتل يختفي في الظلام، تاركًا خلفه أول لغز دموي.
هذه كانت البداية.
🔻ليلة الرابع من يوليو 1969
بعد أشهر… جريمة أخرى.زوجان يجلسان في سيارتهما عند بحيرة "بلو روك سبرينغ".
الساعة بعد منتصف الليل… يسمعان خطوات تقترب.
رجل يضيء مصباحه عليهم… وفجأة يبدأ إطلاق النار بلا رحمة.
الفتاة تُقتل، والفتى يُصاب بجروح خطيرة، لكنه ينجو ليصف للمحققين وجه القاتل: رجل في الثلاثينيات أو الأربعينيات، ممتلئ الجسم، يرتدي نظارات.
وهنا… يحدث التحول الكبير:
بعد ساعات قليلة، يتصل شخص مجهول بشرطة فاليجو ويقول بصوت هادئ:
"لقد قتلت هؤلاء الشباب… وأنا المسؤول عن جريمة بحيرة هيرمان أيضًا."
🔻 الرسائل المشفّرة
بعد أيام، تصل أول رسالة إلى ثلاث صحف محلية.الرسالة موقعة برمز غريب: دائرة يتوسطها صليب.
فيها تحدٍ واضح: "انشروا هذا في الصفحة الأولى، وإلا سأخرج لأقتل المزيد."
الرسالة لم تكن مجرد كلمات… كانت تحتوي على شفرة معقدة مكوّنة من 408 رموز.
وبالفعل، بعد أيام، ينجح زوجان من الهواة في فكها.
لكن المفاجأة: الرسالة لا تكشف هوية القاتل، بل تلمّح فقط إلى هوسه بالقتل:
"أقتل لأني أستمتع بذلك… إنه يجعلني أشعر أنني أتحكم في حياة الناس."
🔻بحيرة بيرياسا
سبتمبر 1969.شاب وشابة يقضيان نزهة قرب بحيرة "بيرياسا". فجأة يقترب منهما رجل يرتدي قناعًا أسود غريبًا، وعلى صدره نفس الرمز: دائرة يتوسطها صليب.
يحمل سكينًا وحبلًا… يقيد الضحيتين… ثم يطعنهما بلا رحمة.
الفتاة تموت، أما الشاب فينجو بمعجزة ويصف الرعب الذي عاشه.
🔻 سان فرانسيسكو
في أكتوبر 1969، يقود سائق تاكسي في شارع بسان فرانسيسكو.زبون مجهول يستقل السيارة… لكن الرحلة تنتهي بجريمة قتل باردة: السائق يُقتل بالرصاص، والقاتل يمسح السيارة بقطعة قماش ويحاول أن يخفي بصماته.
لكن ثلاثة مراهقين من نوافذ بيوتهم يرون المشهد، ويتصلون بالشرطة.
ومع ذلك، يختفي القاتل وسط الزحام.
🔻 لعبة القط والفأر
منذ ذلك الحين، صار زودياك يراسل الصحف والشرطة بشكل دوري.يهدد بقتل الأطفال في الحافلات المدرسية.
يرسل خرائط مشفرة، ويطالب بأن يتم نشرها على العلن.
كل رسالة كانت لعبة جديدة… لغز جديد… وسخرية مريرة من عجز الشرطة عن الإمساك به.
🔻 المشتبه بهم
مع مرور السنين، كان أبرز المشتبه بهم رجل يُدعى آرثر لي ألين.كان يعيش في المنطقة، وملابسات كثيرة كانت تجعله قريبًا من أوصاف القاتل.
لكن… لم يكن هناك دليل قاطع. لا بصمات، ولا DNA.
ومات ألين في التسعينيات، وبموته، بقي السؤال بلا إجابة.
🔻 الرسائل الغامضة
بعض رسائل زودياك تم حلها.لكن هناك واحدة مشهورة، "رسالة 340"، ظلت بلا حل حتى عام 2020، عندما نجح فريق من خبراء الشفرات حول العالم في فكها.
الرسالة كانت تقول ببساطة إنه يستمتع بالقتل، ويسخر من المحققين.
لا أسماء… لا اعترافات… لا شيء يقود إلى الحقيقة.
🔻 الخاتمة – لغز بلا نهاية
اليوم، بعد أكثر من خمسين عامًا، ما زالت قضية زودياك واحدة من أعقد القضايا في تاريخ الجريمة.الضحايا رحلوا… المشتبه بهم ماتوا… لكن الرسائل لا تزال تتحدث.
هل كان رجلًا واحدًا عبقريًا في إخفاء هويته؟
أم أكثر من شخص يتلاعب بالعالم؟
هل هناك رسائل لم تُكتشف بعد؟
إلى الآن… يظل اسم "زودياك" رمزًا للغموض، ورعبًا خالدًا في ذاكرة أمريكا.
أسئلة للتفاعل مع الجمهور:
هل تعتقدون أن هوية زودياك ستُكشف يومًا ما؟
ولو عُرف اسمه… هل سيفقد اللغز سحره؟
شاركوا آراءكم في التعليقات… ولا تنسوا الاشتراك في كنوز الحكايات، لتبقى أسرار التاريخ والغموض بين أيديكم دائمًا.
تعليقات
إرسال تعليق