لغز مادلين ماكان... الطفلة التي هزّت العالم
"لغز مادلين ماكان... الطفلة التي هزّت العالم"
في مساء ربيعي ناعم من ليالي مايو عام 2007… على الساحل البرتغالي الهادئ، في قرية صغيرة تُدعى "برايا دا لوز"… وبينما كانت العائلات تستمتع بهدوء الإجازة، كانت مأساة غير متوقعة تكتب أول سطورها في الظلام.
بطلتها… طفلة صغيرة لم تكمل عامها الرابع بعد.
اسمها: مادلين ماكان.
👨👩👧👦 العائلة البريطانية – آل ماكان، زوجان يعملان في المجال الطبي: جيري، طبيب قلب، وكيت، طبيبة تخدير. كانا في رحلة استجمام مع أطفالهما الثلاثة – مادلين، وشقيقيها التوأمين – ضمن مجموعة من الأصدقاء البريطانيين في منتجع Ocean Club.
في الثالث من مايو… الساعة الثامنة والنصف مساءً.
جيري وكيت يقرران ترك الأطفال نائمين في الشقة رقم 5A، ويذهبان للعشاء في مطعم "تاباس" القريب، على بُعد خطوات فقط. لكن… خطوات كانت كافية لحدوث ما لا يمكن تخيله.
خلال العشاء، كان الأهل يتناوبون على تفقد الأطفال كل نصف ساعة.
وفي تمام الساعة العاشرة تقريبًا… عادت كيت لتطمئن على أطفالها.
لكنها لم تجد مادلين.
كانت النوافذ مفتوحة، الستائر تتطاير، واللعبة القماشية الصغيرة لا تزال على السرير.
لكن الطفلة… اختفت.
كيت خرجت تركض، تصرخ بجنون:
"لقد أخذوا مادلين!"
💥 وهنا تبدأ الفوضى.
⏱️ اللحظات الحاسمة:
-
الساعة 22:10: يبدأ المنتجع بأكمله في البحث.
-
الساعة 23:00: تصل الشرطة البرتغالية، لكنها تتعامل مع الأمر وكأنه "هروب طفلة"، وليس اختطافًا.
-
لا تُغلق الشقة. لا تُحاصر المنطقة. لا يتم تنبيه المطارات أو الحواجز الحدودية إلا بعد فوات الأوان.
حتى بعد اكتشاف علامات يُشتبه أنها تعود لاقتحام النافذة… اعتبرها المحققون غير مقنعة. لم تكن هناك بصمات واضحة. ولم يكن هناك شاهد عيان مباشر على لحظة الاختطاف.
لكن ظهرت شهادتان غامضتان.
👁️ شهادتان… وشخصان مجهولان:
-
جين تانر – صديقة العائلة، قالت إنها رأت رجلاً يحمل طفلة صغيرة الساعة 21:15، تسير بهدوء نحو الشارع الخلفي. الطفلة كانت بملابس نوم خفيفة، تشبه ملابس مادلين.
لاحقًا، وبعد سنوات، قيل إن ذلك الرجل كان والدًا آخرًا يأخذ ابنته من الحضانة.
-
شهادة عائلة سميث (22:00) – زوجان أيرلنديان قالا إنهما شاهدا رجلًا أشقر، متوسط البنية، يحمل فتاة صغيرة حافية، ترتدي بيجامة، وتبدو نائمة أو فاقدة للوعي.
هذه الشهادة طُمِست لسنوات… لكن لاحقًا، وبحسب العائلة، الرجل يشبه جيري ماكان نفسه… الأمر الذي صدم الرأي العام، وفتح الباب لنظريات خطيرة.
🕵️♂️ من المشتبه بهم؟
1. الوالدان: كيت وجيري ماكان
بعد أشهر من التحقيق، أصبحت الشرطة البرتغالية تشك في أن العائلة نفسها تخفي شيئًا.
أسباب الاشتباه:
-
لا توجد أي علامة اقتحام حقيقية.
-
الكلاب البوليسية اكتشفت رائحة دم وجثة في غرفة النوم، وفي حقيبة سيارة استأجرها الوالدان بعد 25 يومًا من الحادثة.
-
تصرفات الأم – التي بحسب الشرطة – كانت "باردة وغير طبيعية".
لكن:
-
لم تُثبت الأدلة علميًا.
-
تحليلات الحمض النووي كانت غير حاسمة.
-
لم تُوجّه إليهما أي تهم، ورفعت السلطات البريطانية عنهما الشبهات تمامًا.
2. روبرت مورات – الجار البريطاني
-
كان أول شخص يقترب من موقع الحادث بعد اختفاء مادلين.
-
ادعى أنه يساعد في الترجمة بين الشرطة والعائلة.
-
أظهر اهتمامًا مبالغًا فيه بالتحقيقات، مما أثار الشكوك.
-
خضع للتحقيق… وتمت مداهمة منزله، لكن لم يُعثر على دليل.
لاحقًا، ثبتت براءته بالكامل… ورفع دعاوى ضد الصحف التي شوهت سمعته.
3. كريستيان بروكنر – المشتبه به الحقيقي؟
في عام 2020، بعد أكثر من 13 عامًا على الحادثة، أعلنت الشرطة الألمانية عن مشتبه به رئيسي:
🔴 الاسم: كريستيان بروكنر
-
ألماني، له سجل إجرامي في قضايا اغتصاب أطفال واعتداءات جنسية.
-
كان يعيش في شاحنة قرب المنتجع وقت الحادثة.
-
هاتفه التقط إشارة من البرج القريب من الشقة بين الساعة 19:00 و22:00.
ورغم تلك المعطيات… لم تُوجّه إليه أي تهمة رسمية حتى اليوم.
لا جثة، لا دليل مادي، ولا اعتراف.
⏳ سنوات من الانتظار… ولا إجابة.
-
تم إنفاق أكثر من 15 مليون جنيه إسترليني على التحقيق.
-
آلاف البلاغات، صور مركبة لمادلين، خطوط ساخنة، ومؤتمرات دولية…
-
كل شيء، إلا الحقيقة.
👁️🗨️ لكن، وسط كل هذا الضجيج… ما زال السؤال الأبسط هو الأصعب:
أين هي مادلين؟
هل تم تهريبها عبر الحدود؟
هل ماتت في الشقة وجرى التستر على وفاتها؟
هل ما زالت حيّة… في مكانٍ ما لا نعرفه؟
🔚 خاتمة:
مرت أكثر من خمسة عشر عامًا، ولا تزال غرفة مادلين كما هي.
ولا تزال والدتها كيت تحتفظ بكتاب الطفولة… ينتظر أن يُكمل.
وفي أعماق كل من سمع بهذه القصة، يظل صوت صغير يهمس:
"لقد أخذوا مادلين… لكن من؟ ولماذا؟"
📍 كنتم مع بودكاست كنوز الحكايات… نلقاكم في الحلقة القادمة، حيث نفتح ملفًا جديدًا من الغموض، والألم، والبحث عن الحقيقة.
🕯️ إلى اللقاء.
تعليقات
إرسال تعليق